lundi 3 juin 2019

بسمة // محمد بوعمران // المغرب


الابتسامة المشرقة لا تغادر محياها حتى وهي تحكي عن معاناة تعكر صفو الحياة ...تحكي بطريقة تجعل هذه المعاناة موضوعا للتنكيت ينتزع من المستمع البسمة وأحيانا القهقهة ...وهي تؤمن بأنها ليست الوحيدة بل تعتبر أن المعاناة هي من صلب الحياة...وأن كل من تعرفهم في محيطها لهم مشاكل مثلها أو أعقد ...
هذه الميزة جعلتها أمينة لأسرار زميلاتها في العمل وجاراتها في الحي حين يلجان اليها كلما اعترضتهن مشاكل في حياتهن اليومية ...كانت تصغي لهن وتقترح عليهن الحلول وتهدئ من روعهن ...وتودعهن وهن مبتسمات ومتفائلات من المستقبل ...
هذه الايام الاخيرة تغير مزاجها ...ذبلت بسمتها ...أصبحت تتفادى الحديث ...كانت نتيجة التحاليل الطبية تشير الى عدم قدرتها على الإنجاب ...لم تستطع إفشاء هذا السر ولم تعد مخيلتها قادرة على جعل الأمر مصدرا للتنكيث ...
وهي في طريقها الى البيت مكسورة الخاطر توقفها احدى جاراتها طالبة منها المشورة ...
- سيدتي انا حزينة ولا اعرف كيف أتصرف ...
ترد عليها بنبرة حزينة
- ما الامر يا أختي...تكلمي...
قالت السيدة والدمع ينساب من عينيها غزيرا
- أخبرني البارحة الطبيب باني عاقر...
تبتسم في وجه السيدة والدمع ينساب من عينيها ...تعانقها قائلة
وأنا كذلك....


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.