mercredi 26 juin 2019

سلمى والوطن // ادريس بندار // المغرب


الليل حلم بابلي،على موج كلامك يا سلمى بنيت ليلي، وغرقت في القمر، وغرقت في التجلي...سلمى خلوة بدائية،صمتها أرخبيل مجنون،ووجهها مسكون بالثورة والهدوء،في عيونها تبحر السيوف وعيوني تخاف الصدأ،ضعت فيّ يا سلمى وضعت في الشوارع أبحث عن أفق للصلاة،كحلم يستجدي الضوء من نجمة خائفة،أطفال الليل هناك منفيون ينامون في ومضة الغياب، يبحثون عن مرايا لتغييب الحقيقة،هناك يتهجون أبجديات الجوع والعطش، ضاعوا يلملمون بقايا الأغنيات،وأنا ضعت أستجمع ما بددته مني عيناك،طفل هناك يعانق ضحكته الصغيرة وينام،يحلم بوطن آخر لا الأطفال فيه جائعة، ولا الحمام وجبة للأكل، ولا المزابل ورشات للنبش،ولا الصمت بضاعة،ولا الأفكار مصادرة،ولا الإنسان أوراق وأرقام،يحلم الطفل والكلاب تلحس مؤخرته،حتى هي تحلم بوطن يأويها ويحميها،تستشرف المستقبل طامعة فيما ناله بنو جنــــسها في أوطانها، حساب بنكي وأسرّة للحلم والزواج،آه يا وطن الحمام المشوي، والأطفال الجائعة،وأنا الليل وطني،تخرج سلمى من دمي عارية كما الحقيقة،تجلس قبالتي وتحدثني عن الضياع،وتحدثني عن أطفال الشارع،أرتعش أبرد،وتخبئني في جسمها المبتل بالقمر،وأبكي،تهدهدني كطفل خائف،وتضمني إلى صدرها،جيدها وسادتي في ليل الضياع،أبكي وتصنع لي من دمعي وردة
سلمى وطني،شفتاها مدني
...سبحانك يا وجع الله
يا جرح الحمام المنفي
يا حبقا مغتال الاسم والرسم
يا سيمفونية أخيرة لوداع أخير
يا نوما في تفاصيل الشوارع
سيعاود التاريخ الإسراء إلى الله، وإسرائي إليك سلمى سيكون عبر أدراج الروح، والروح ذاكرة الله، وأنت ذاكرتي، والشوارع هوية لمن فقد هويته



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.