وأنت تدخل الى هذه الضيعة المترامية الأطراف في عز النهار ،تشعر بشيء من الخوف، فأشعة الشمس تجد صعوبة في اختراق سقف دالية العنب المنسوجة من القصب والتي انتشرت فوقها أوراق الكرم ، وتتدلى منها عناقيد العنب التي تتزاحم حباتها لدرجة يضغط بعضها على البعض ،إزالة حبة يترك فراغا في العنقود الذي يتدلى من الدالية ليقترب من الأرض المغطاة بالأعشاب والنباتات البرية ...
وأنت تسير تحت الدالية تلامس كتفيك هذه العناقيد الشهية المشبعة بالماء ...
كان الطفل الصغير يسير بحذر شديد تحت الدالية ،تغريه عناقيد العنب الممتلئة ،فيحاول قطف عنقود فيجد صعوبة في ذلك لثقله وضخامة غصنه ،فيتدخل رفاقه من أقرانه القرويين ليحققوا له رغبته وهم يضحكون حين يلاحظون دهشته من حجم العنقود الذي يكاد يملأ سلة قصب صغيرة ...
حين زار هذه القرية مؤخرا ،وبعد عقود من الزمن ،لاحظ أن سقف القصب عُوض بأسلاك حديدية وأن الماء أصبح يصل إلى الدالية بأنابيب بلاستيكية تسقيها باقتصاد شديد ليصبح العنقود صغيرا وحباته متباعدة ويرى أرض الضيعة تحت أقدامه غبراء متربة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.