تذكرة // حسين المغربي // المغرب

"و ما قدروا الله حق قدره.."

تذكر أن عناية الله ترعاك..

الصباحات هنا لا تتغير..

تزيد أرقامها فقط رقما في عدَّادِ الزمن،

و تجاعيد على الوجوه ،

و في الذاكرة..

الدروب هي الدروب..

تحمل خدوشا،

و ندوبا،

و لا تطوي المسافات..

كل العابرين..

يسابقون العمر،

و هو يسبقهم..

يضع لهم نهاية واحدة على مقاسهم.. الموت،

يموتون مرات و مرات،

قبل رقدتهم الأبدية..

كل هؤلاء الذين غادروا باكرا..

عبروا البرزخ..

عبروا إلى الضفة الاخرى..

كانوا يحلمون،

و كانوا يتمنون..

ما أخطأوا الطريق..

و ما أخطأوا زمنهم..

"و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة.."

الصباحات هنا..

هي هي..

لا تتغير..

يشيخ الزمن..

و تستوحش الرتابة..

المساءات حكاية اخرى..

ملح يعانق الجراح..

فيولد الحزن،

و يكبر..

يدق أبواب النيام..

يعكر سمر الساهرين..

و لحظة دفء مسروقة.. تلبس المشردين.. توزعوا..

هذا الصقيع..

المساءات حكاية أخرى..

لا قصص جميلة..

و لا نهايات،

و لا أبطال،

يموت الأحياء و الأموات..

السعداء و الاشقياء،

التائهون و الحيارى،

الثائرون و المستكنون..

متى يأتي الصباح..

"و السماوات مطويات بيمينه.."

امي..

عصفور صغير..

قشة في مهب ريح عاصفة..

عجوز عليل..

تائه في مفترق..

قافلة في صحراء..

عناية الله..