مرّ عام تلو عام
على رحيلك يا أمي
و هأنذا أرقب الحياة صامتة ،
مكبّلة الحنين مثل السجين
تنزف ذاكرة جرحي ، ولا تستكين
فلا القمح عاد للحقل،
ولا العطر عاد للورد
إنّها تداعي الفصول
شحوب الخريف ،
وعُبوس الشتاء
الأشجار عارية حزينة ،
والطير يتوق للاغتراب
والشمس توارت وراء الضباب
السماء مكفهرة ، كئيبة
وحفار القبور تائه بين اللحود
متعثر الخطوات بين الحفر ..
كم ليلة شهدت سُهادي ،
ورياحٍ عزفت ألحانها
على وتر أحزاني
وعندما ينتفض النهار
أغرقُ في لُجّ يأسي ،
فلا يد تمتد لتنتشلني
ولا قارب نجاة يُقلني
لضفة فرح..
هل تسمعيني يا أمي ؟
دعيني أوشوش لك سراً
إنّ هذا الزمان بخيل ، حسود
وهذا الفراغ موحش ، مهجور
والليل ذئب ينهش القلوب
وأنا ما زلت أرقرق الآه الحزينة
قد أجهدني الفقد ،
و أتعبتني لملمة الأشْواق ..
أنا لم أكبر يا أمي
ما زلت طفلة مدللة ، عنيدة
ما زلت أهفو لأنام على ركبتيك
فدثريني برداء رضاك دثريني
عسى أن تنقشع الأحزان من روحي
إنّ ذاكرة الموت وجع السنين
و إلى الله أشكو بلواي ورزئي
نامي في الجنة يا أمي..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.