هم سرقوا حلمي يا أبت
و رموا بفتات الخبز إلي
و قالوا : غص في لجج الوقت
لست من أهل الدثور
ورثت قليل العيش ، يا هذا ،
فلا تصب لتاج المجد ...
هم سرقوا خبزي يا أبت
أما الحلم ، فعصي المنال
لمثلي لا تخضع الرقاب يا أبت
فأنا ابن الجنوب الشرقي
أتيت بعيدا لسواحلهم
و قالوا : لا تصب للذيذ العيش هنا
فأنت ، مقصي ، مخصي الحلم و العتاد ...
هم سرقوا جهدي يا أبت
و فرقوا دمي حمما بين الأوراش
و قالوا : لنا جهدك يا هذا
فجر المحراث ، و لا تصب إلا لرغيف مر ...
هم كسروا أقلامي و دفاتر عشقي
و ألقوا في الجب أحلامي / آلامي
و قالوا : " سافر ، تجد عوضا عمن تفارق "
آه .... و هل لي في غير هذا الربع بديل ؟
كأني ، يا أبت ، حقا مغمور
حملت عتاد الصبر ،
و استحملت عواء النوق
و تحكمت في مصائرنا بطون الشر
و قالوا : " لذيذ العيش في النصب"
آه يا أبت ، و حملت النعش ، عفوا ،
كيس ثياب ، بين الأقران أجول
و بكت في الواحة نخلات
كن سندي و موقد رغبتي
و قلت : رفقا ، رفقا ، يا ألمي
يا وجعي ، دثرني من هذا التعب الدامي ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.