jeudi 1 août 2019

تقوى // سعيدة محمد صالح // تونس

تاهت ذاكرتي ،وهي تقتفي أثر تراب الوطن ،وهي تجمعني ذرّات ،من كل ّ التفاصيل التّي كنت تؤكّد على سحرها ؛ كقنديل السّهرة ،وضحكة جدّي ،وهمسات جدّتي ،وترنيمة القمر على شرفتي اين وضعتك الهفوة في ذاكرتي وشما ،بألوان الياسمين ،وعشق عطور التّجار الهنديّة . التّي ملأت صناديق البيوت العتيقة ،وجعلت كلّ نوافذه وفتحات الأبواب ،تبتسم عطرا لكلّ زائر وغريب ،تفتح أحضان الشكّ ،وتتمهّل في بسط كفّ الأمان ،من عادات أهلها رشّ القادم بماء الزّهر ،وتخضيب كف المرأة بالحنّاء ،ودسّ قطع الحلوى في كفّ الصبيّ او الصّبيّة ، مثلي تماما عندما دسست كلّ هذه التّفاصيل التّي حدّثتني عنها وشرحتها حاسّتي الغريبة مثلك وختمتها بذاك الفرح الرّهيب ،النقيّ كبياض بأنّك لا تنسى ! وأنّك من تفاصيل تلتحم مباشرة بكل ضحكة لها صدى ستسمعه حتما وأنت في شرفتك جوار المساء المتسلّل لجوف اللّيل على هيأة حلم ، بين طيّات ورقة ،بقلم جافّ ، وألقيتها في قاع المحبرة ، كلّما غمست القلم كانت عطور كل تجّار العود والمسك والعنبر هنا ،على 
أرض السنّابل التّي تطعم كلّ الأمنيات تعبق بك ممزوجا بنكهة وطن .




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.