dimanche 1 décembre 2019

المغرب // Mariam El // اختناق



فتحت عينيها تطلعت لسقف، الظلام يلفها من كل جانب، والغرفة غارقة في صمت مستفز، لا تسمع سوى صوت أنفاس إخوتها
قررت أن تغمض عينيها من جديد، عساها تتابع نومها، مدت ساقيها وانكفأت على جانبها الأيمن، والنوم لا يأتي
ومن أعماق الظلام يتشكل وجه طفولي جميل، إنه عصام أخوها الصغير، يحتاج حذاءً، وعدته أنها ستعمل وتجلبه له
قررت أن تطرد صورته من ذهنها، لكن صورة أخرى يلقيها إليها هذا الظلام، إنها أمها بوجهها الشاحب وعيونها الغائرة، تتحسس الجدار بأناملها باحثة عن بصيص النور الذي فقدته عيونها، تحتاج عملية، من أين لها بثمنها؟
أختها تعود كل يوم دامعة العينين، لأن صديقاتها يسخرن من ملابسها البالية..
والأب الميت يأبى أن يظل في مرقده، تغمض جفنيها كي لا تراه، لكنه يخترق عينيها ويحدق بها ليذكرها أنه ترك حمل أسرته البائسة ملقى على عاتقها.
تشعر بالاختناق وترتجف من البرد، صار الليل مخيفا، بئراً عميقا، وهي وحدها في قعر البئر.
تفتح عينيها من جديد وتنظر إلى دائرة الوجوه التي تنحني نحوها..
قفزت مذعورة من فراشها، تحسست طريقها نحو باب الغرفة.
خرجت تبكي..تمضي وسط الظلام وهي تبحث بعينيها عن خلاص. ينهار جسدها وتسقط على الارض، تستند إلى إحدى الأشجار.
وفجأة تلمع خاطرة في عقلها الشارد، تنهض من جديد وتشق طريقها نحو المنزل.
عيونها تائهة تبحث عن شيء ما وسط هذا الخراب، تقع يداها على دلو مكسور، تضعه جانبا وتواصل بحثها..أخيراً تجده..
تحمله وتركض في اتجاه الشجرة..تتسلقها بصعوبة، تلف الحبل حول غصنها.
تنظر للافق تبدو لها يد تمتد نحوها من سماء الوهم.
تلف الحبل حول رقبتها وتقفز دون تردد..



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.