dimanche 15 mars 2020

فلك نوح للبيع // مدحت ثروت // مصر



في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة بل والعالم من انتشار فيروس مازالت أسباب انتشاره وأعراض وطرق علاجه قيد البحث، حتى أودى بحياة الكثير، ثم المنخفض الجوي الذي نتعرض له وما صاحبه من هبوب رياح وهطول أمطار أقرب إلى السيول، أصبح العالم في حالة صراع مع الزمن للخروج من تلك الأزمة وإسعاف المصابين وتقديم المساعدات للمتضررين، وتقديم العلاج اللازم للمرضى، وإيواء المتضررين، وتقديم النصائح والإرشادات لتلافي الإصابة سواء بالفيروس أو إصابات ناتجة عن السيول، وامتلأت وسائل الإعلام ووسائل التواصل ببث كل ما يتعلق بهذا الشأن، طفرة طبية صاحبت فيروس كورونا في صراع مع الزمن لاكتشاف المصل اللازم لعلاجه، أطباء ومستشفيات كثيرة عكفت على العمل والدراسة والتحليل والسهر ليل نهار بغية الخروج من هذه الازمة بسلام، ومن جهة أخرى وعلى المستوى المحلي تابع السادة المحافظون ورؤساء الأحياء ورؤساء مجالس المدن والقرى تداعيات طقس اليومين الماضيين للوقوف على آخر تطورات الوضع والتيسير على المواطنين وعلاج المصابين، وقد فتحت المساجد والكنائس وبعض البيوت أبوابها لاستقبال الغرباء المضارين ورفعت بيوت الله صلاتها بالدعاء كي يرفع الله عز وجل تلك الغمة ويتحنن على جبلة يديه، لكن فضلا وليس أمرا الوقت غير مناسب للحديث عن فوائد الموت، ولا أن الفيروس والسيول هي دعوة من الله التوبة؛ فالدعوة التوبة كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، في خطبة إمام في صلاة او قس في كنيسة وفي كلمة تسمعها من شيخ عجوز او امرأة مسنة، بل قد تكون الدعوة من طفل صغير يقول لك مثلا: لا تكذب..! كلها دعوات لتغيير مسار حياتنا الخاطئ، وأما اليوم وهذه الساعة فهي ساعة للعمل؛ فالناس الآن تحتاج للعمل وليس للحديث عن فوائد الموت، قد يكون كلامي هذا قد جانبه الصواب لكنه رأي شخصي على أي حال وأنا واحد من الناس الذين أتحدث عنهم، اليوم لا يوجد بيننا نبي الله نوح ولا فلكه، بل داخل كل واحد منا نوح جديد وكل دقيقة تمر هي مسمار جديد يدق في فلك نجاة جديد فهلا دخلنا لنعمل ولننقذ من هم على وشك الغرق



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.