vendredi 6 mars 2020

جنون الإبداع وهاجس الكتابة وتشظي الذات // محمد بوعمران // المغرب


الإبداع عامة يروم المتعة في ارسال خطاب مشفر في حلة شكلية تدعو المتلقي لتذوقها بقراءة استكشافية لمواطن الجمال فيها مما يجعل المبدع أمام مبادرة تقوم على البحث عن سبل جمالية تجلب المتلقي وتدخله في فضاء المنتوج الإبداعي ...مبادرة تضع الذات المبدعة أمام رهان صعب يتدحرج بين ما يختلخ في دواخله من أحساسيس وما يروج في فكره من أفكار وما تحتويه ذاكرته من رصيد معرفي ونقدي يؤطر رؤيته للإبداع ليختار بوعي او بتلقائية شكل إنتاجه
إن اللحظات التي تسبق هذا الاختيار لحظات عسيرة في أغلب الأحيان تكون فيها الذات المبدعة متأهبة تمتلكها الرغبة الجامحة في إفراغ شحنتها التي تكون حارقة مفعمة بالحركة في دواخل المبدع الذي يبحث لها عن وعاء جمالي يعبر عنها وينقلها الى المتلقي...هذا الوعاء الجمالي قذ يكون بالكلمة أو باللون أو باللحن أو بالحركة أو بأي شكل تعبيري آخر
-1"-جنون "الابداع 
الخيال هو نظرة خاصة لواقع تشكله الذات المبدعة وترسم ملامحه بإعادة تركيب الواقع الفعلي بطريقة فنية تروم إثارة دهشة المتلقي فيكون للمبدع أثناء الكتابة عالم يحاول الانفلات من وطئة واقع مفروض إلى عالم متخيل خاص به لكي يدفع بالقارئ المرتقب قبوله والدخول في فضاءاته ...إنه "جنون "يكتنف الكاتب /المبدع أثناء الكتابة ...جنون اللحظة التي يبدأ فيها المبدع رسم عوالم نصه الإبداعي
المخيلة هي مصدر الإبداع والخلق والمزود الإساسي للمبدع بالمادة الخام لإنتاجه والمحفز الأهم في ابتكار النص وهي التي تمكن المبدع مد نصه بكل ما يضمن له الوصول الى المتلقي ...وكلما كانت مخيال المبدع فسيحا مرتفعا عن رتابة الواقع كلما استطاع إنتاجه الوصول إلى المتلقي
-2-هاجس الكتابة
الرغبة في الكتابة تسيطر على الذات المبدعة .الانتهاء من كتابة نص هو بداية للتفكير في كتابة نص اخر ...فكرة الكتابة لا تغادر الذات المبدعة ...إنه إدمان يصبح هاجسا مؤرقا للكاتب ...إن هوس الكتابة يكون حاضرا باستمرار ...المبدع يكتب نصوصه شفويا في حديث داخلي مع النفس ويغتنم الفرص التي تسمح له بهذه الكتابة الشفوية ويستلذها لأنها تحرك مخيلته وتمكنه من بناء مشروع نصه الجديد ،وهو بذلك يزاول الكتابة في حركاته وسكناته وفي مواقف ووضعيات ومناسبات يكون فيها بعيدا عن طقوس الكتابة
مرحلة التحرير هي مرحلة تشرف على الانتهاء من الكتابة ...هي المرحلة الأخيرة أو ماقبل الأخيرة على أكبر تقدير ...أما الرغبة في الكتابة فهي هاجس مستمر مع استمرار حياة المبدع...ومن الصعب طردها
-3-تشظي الذات المبدعة
الشعور بالرضى عن النفس واطمئنان المبدع لإنتاجه يكون نسبيا لأن اللغة لا تطاوعه في التعبير عن كل ما يروج في مخياله ولا تترجم كما يريد كل أحاسيسه ولا تكون مخلصة بالكامل لتنقل عمق هذه الأحاسيس والتصورات فهو يكتفي بما يستحضره من كلمات أثناء الكتابة بل تأتي العبارات بتلقائية تجعله ينساق أمام تدفقها أحيانا أو يغيب هذا التدفق ليتوقف ليعيد المحاولة من جديد أو يؤجل الكتابة ...إن النص قطعة من ذات الكاتب بكل ما يحيط بهذه الذات من واقع وبكل ما تحمله من آمال وآلام ...لكن الإحساس بالجدوى من إنتاج نص إبداعي يجعل الذات المبدعة تتقاذفها مشاعر دفينة حول قيمة ما كتبت ...وهذا الشعور هو ما يدفع بالمبدع إلى البحث عن ذاته باستمرار وتجديد تجاربه الإبداعية وتنويعها عله يصل إلى تحقيق الرضى عن النفس ...إنه مطمح صعب المنال



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.