وما زالـت تـحـدق
تـرمـقـني سـاخـرة
حـيـثـما أمضـي
تـقـابـلـني مـمـزقـة الـثـياب
جـراحها نـازفـة، غـائـرة
يحـاصرني أنـيـنها
يـطـاردني لـيـنابـيع الخطـوب
ويُـجـلـســــــــــني
فـوق منصـة الـــــــعـــتــاب
فـتمر الأشـياء، يائـسة، بائـسة
تـندهـش عــــــــيـون الـذاكــرة
بالأمس، كانت مروجي زاهـية
!فمن أشــعـل النار؟
!وسرق اللهب المقدس؟
فأغضب زهرة الشمس
!وأعطـب بُـوصـلـتها؟
فذبلت أشجار الصباح
!ضاقت الصدور بالأنسام؟
وكلل الطاعون، هامات النخيل
فصارت رُطبي حُصرما
وخمائلى شـــــــــــاهـت
!ما عاد النحل منها يـمتح
امتقع وجه الشهد، وتحنظل رُضابه
.وبات عُـرْفُـطِيِّ اللـمى
والطيورعن أفراخها أقصيت
أبادت همجية المذابح أوطانها
وهناك بعيدا، فوق القمم السود
بالوديان القاحلة
وقفت تنعي مواطن أوكارها
تترامى إلى سمعي
زخات حنينها
تقتحمني زغاريد الأرعاد
!وتجتاحني جحافل العناد
يستعر الردى
والهيجاء يطول نفيرها
فيتصمغ الثرى
وتضج الأخاديد بالجماجم
تمر بي الوحوش الضارية
تنازلني قوافل الجراد
وتحلق فوق رأسي الجوارح
وتطير الخفافيش
في وهج النهار
تنقض، تلتهم الفراشات
عيون الزهور تبكي
وغصونها البرية كئيبة
أغمضت عيني
هروبا من وجعي
فإذ بخناجر الحزن
توقظني
تشعل النار في صدري
أفيق على أمواج تتلوى
على بساط من تباريح
تخومه تترامى، لما بعد الأفق
،وعلى منصة العتاب
وأنا، بين ارتعاد
وروح شاردة
أعتصر بداخلي زيتونة التأويل
أضوي أجوائي
وأطارد رهبة
تتعالى حد العويل
إذ بصوت كصهيل خيول جامحة
والذي سخرني
وسخر الرياح تدفعني
ما ورد في ظني ما تجني
ولا مر بخيالي
ما كان حيالي
لطالما حملته
ولم أزل، على ألواح ودُسر
كمهاد، فوقه يتهادى
مليكا، أسلمت له قيادي
وإذا ما غضبت الريح
أرسلت أمواجي تنادي
ووهبت له مكنون أكبادي
لؤلؤا ومرجانا
وما بخلت بكنوز
ما تحت أحشائي
وجهي للحارقة
حيثما تجري
وعلى متن الريح
أسوق الغمام
تجري، جداول، وأنهارا
على مفاتنها، يتنعم سلطانا
وأكسيري
والسر الكامن في اليود
فلولاه، ما دام لخي إهاب
تسربت الآفات، وعم الحلول
وبالأجداث، رعتْ الدود
فهل بقي ثمة سخاء
أو فضل جود
فأي تميمة
!أشعلت في دمه الجحود؟
وأي طقوس توَّجته بالنكران؟
!وألبسته وشاحَ صحوٍ كذوب؟
!فجرعني السموم، وأسمل العيون؟
!بينما صدري متسع حنون
أمهلته تحت جناحي
قرونا بعد قرون
عساه يعود .. هيهات
ظل بفضائه غريبا
يبني كونا من سراب
!غائم التضاريس
فحجبته رؤاه
عن روح الملكوت
وبهاء الوجود
فنزل الغيث حمضيا
وبعبثه في الطلسم المرقوم
أخرج سونامي
من كهفه المرصود
فطواه بليله الدامي
عساه يعود، يشدو ترانيم التآلف
!!ويعزف لحن الخلود
فتهدأ مُهرته الجموح
وتكفُّ عن طقوس عاد وثمود
وعلى منصة العتاب
داخلني توجس، ولفني صمت
بينما كلي يصيح
روحي تحاول الخروج
فأبتلع الهدوء، تلو الهدوء
أشد وثاقي بخيط دقيق
نسجته ذاكرة البدء
!في الزمن السحيق
فأتـحدر من سماوات غيبي
تعانقني حماقاتي
فعتيقة هي الجراح
تصرخ في وجداني
انحرافك عن الدرب أعيانى
وانـتـشــاؤك بانـشـطاراتك
.أرهـقــــني وأذهـل أفـلاكي
فأحرقتْ خيمتي، وأشـعلـتْ الندى
وطـعـنـاتُـك أدمـتْ ســمـاواتي
فـمـن يـرتـق الآن
!قـرحة تـتـســـع؟
يـنـهـمـر مـنـهـا
إشـعـاعي الـمـهـلـك الـحـــارق
والنيران التي أضـرمْـتـهـا بـدمي
فـانـصهـرت جـبـال الـمـاء
وأنت في ســـــــــــــــــكـرةِ
عن طـوفان نُوحي وأعـنـف
فـما ثـمَّ آيـــة ولا ســـفـيـنة
!!وما بـخـاطــــري
!وما حــــــيـلـتي ؟
فـمـنـذ هـواك عـانـق فـيك الـنُّـهى
وذي شـآبـيـب فُــتونك بـفـطـانـتك
مـن كـواكــــبي الـبـعـــيـدة
يتنزل، ما فيه بأس ومنافع
نحـيـت الـنـافـع إلا قـلــيـلا
!وعـشـقـت البأس.. عـشـقاً وبـيلا
تـبـيـد واديـك الـخـصـــــــــيـب
!فلم هذا الـعداء؟ وذاك النحـيـب؟
ولـم الـتـجــــــنـي
وأين أنت مــنـي؟
أنا حُـلـةٌ فـضــيـة
تعكس لونَ البحر، زرقاء
توشّـيـِهـا مصابـيـح دريـَّة
زيــــــنـة وجـلالا وبـهاء
وهدايةً للمسافر
وللرحالة في اليم والبيـداء
وقمري نور وأنيس تناجيه
وكـم ألـهـم الـشـــــــعـراء
في زمن العـفاف والصفاء
وشـــمـسى دفْ وضــيـاء
تـدور، تـطـــارد الـمـلـل
فيجانبك الـقـنوط والإعــياء
فالعام فصول عطاء، ونماء
وفي رحـابـة أمـلاكي
يحملك بـسـاط الـريح
لآنـحـاء جــنــبــــاتي
والغـيث أرسله طهورًا
ورزقا، سـُخاء سُـخاء
وجـنـود بـفـضـــــــائي
تسحق كل نيزك مارق
فتحمـيك من دمار هـالك
فأين أنت مـني؟
ولم الـعداء، ولم الـتجـني ؟
وربي الذي ســــــــخـرني
إن لم تعد نغـمة في الكـون
وتُـدْركْ أنـك مـنِّي
فإلى السراب تسافر
وسـراب البيد قتال
وهـناك لو نـجـوت
لِكـهـفٍ، ســـتـأوي
ثـيـابـك الــوبــرُ
وسلاحك الحجـرُ
وطعامك القنص، والشجــرُ
فـهـل تـأتي لأحـضــــــاني
وتـكـــــــــــــــــــــفُّ
.عن عـزف لحـنـك الـدامـي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.