في بلدي
يمارس الناس الطيران بلا رأس ولا أجنحة
يهيمون جياعا
وسط حقول الشبع بلا اتجاه ولا بوصلة
في بلدي
يقطعون بحر الحياة
فوق نعوش من خشب اليأس والمهزلة
يتلاشون عند السواحل كالزبد وهم يحلمون
إذا هم أدمنوا الحلم احترقوا
وإن احترقوا مارسوا لعبة الموت
وإن ماتوا اكتفينا بالدموع والحوقلة
في بلدي
الكل مصاب بسوء التوقيت وسوء التدبير
وسوء الاختيار وسوء التقدير
و جياع السلطة لا هم لهم سوى صندوق التوفير
في بلدي
مليون امرأة تبحث لأطفالها عن جحر صغير
وكسرة رغيف جافة وقماش ستر وحصير
وحولها القصور شامخة كلها قباب
تسقي أطفالها حب الوطن مع الحليب المذاب
توهمهم أن المخلصين لهم الأجر والثواب
وأن ناهب الخزينة لن يفلت من العقاب
في بلدي
تعفنت الجثت وماعادت تثير شهية الحيوانات
فتناسل في النفوس العفن
فَسَدَ التراب والماء والهواء
والموت يسوق الردى ببخس الثمن
ما عاد في الصدر مجال للمشرحات ولا في الظهر
مساحة للطعن
وما عادت فينا رغبة في البقاء
ارفعوا أيديكم عن أرواحنا
دعوها تصل آمنة إلى سقف السماء
في بلدي
أبو منجل لا يكل ولا يمل
يأكل حب الأرض دون جهد أو كلل
يعشق لحم الفراخ ينتف ريشها دون وجل
يصنع منه ريشا لوسادته ..لصغاره.. فيقتل فينا الأمل
في بلدي
أبو منجل يلبس الجلباب الأبيض ..
مؤمن مرة وكافر مرات ، يدعي الاستقامة
وخطوه زائغ أشول ..
عوم الدرهم ..والدرهم لم يتعلم بعدُ فن العوم
أفرغ الخزينة وملأ قلوبنا بالهم .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.