الشعر حالة وجدانية وفرصة لسكب ما يعتمل في الصدور، وما يجول في الخواطر ، وهو من أكثر وسائل التعبير شيوعا وتأثيرا على المجتمعات لما له من القداسة بين القديم والحديث ، كما أنه حس عال وخيال وتصور خصب مرهف وموهبة داخلية لإخراج نص جيد ..، كما قال الشاعر راشد عيسى " سيبقى الشعر حارس الفنون جميعا والمعبر الأول عن علاقة الوجدان بالوجود فلا التغيرات الاجتماعية ولا التحولات السياسية قادرة على إزاحة مكانته الفنية...، وأجمل الشعر ما فاضت منه العواطف الصادقة متأججا بالانفعال والحماس يشحذ الهمم ويحرك الوجدان ويطرب الآذان ويلهم النفوس .ولحبي الكبير للشعر الرومانسي ولتجربتي الشخصية في كتابة ما يجول في خاطري ويمس شغاف القلب ويقيني خالص بأن للشعر أهله من المبدعين المتميزين المجدين الذين يلونون سماءنا بطيب القول وجمال الحديث الذي يوقظ الوجدان ويحرك القلوب ومن هؤلاء الشعراء المبدعين الشاعر العراقي محمد كريم راضي البديري المتميز ذو الحس العالي ...، ولكون الشاعر من بيئة أدبية تتقن اللغة العربية الفصيحة منذ نعومة أظافره ، كما قالت الناقدة السورية عبير خالد يحي ..." يبدو أن الأمهات في بلاد الرافدين يرضعن ولدانهن أدبا "وذلك تجده عند كل أديب أو كاتب أو شاعر عراقي ، وقبل التطرق إلى دراسة بعض نصوص شاعرنا سنلقي الضوء على سيرته العطرة والتعرف على شخصيته وأهم صفاته وخصائصه
((سيرة شاعر ))
الشاعر محمد كريم راضي البديري
_ من الغريب أن تجد شاعرا يكتب الشعر ببراعة ذاع صيته وهو لم يدرس قواعد النظم ، ولا الأسس الأولية للعروض شاعر الفطرة محمد كريم البديري الملقب بالشاعر المتمرّد ...الذي تمرّد بشكل ملفت للنظر على كل مفاصل الظلم والاجحاف في وطنه… علم من أعلام بغداد شاعر من فحول شعرائها ولد بمحافظة القادسية وهي إحدى محافظات منطقة الفرات الأوسط في جنوب وسط العراق من عائلة محافظة سنة _1960 م _ درس بجامعة بغداد متحصل على/دبلوم تقني زراعي( بستنه وغابات) كتب الشعر بالفطرة وهي موهبة من الله له.....لقب ب(الشاعر المتمرد) محب للفنون بأنواعها عاشق الموسيقى والمسرح والفكاهة والألوان ...مرهف الحس رقيق القلب عذب الفكر يتمتع بروح الدعابة ذو ثقافة عالية ... له قصائد كثيره جدا شعبية، وغنائية في حب العراق، في الغزل والحب في الرثاء والهجاء . تم نشرها بعدة مجلات فكرية وادبية ونالت شهرة عالية. لم يرتبط شاعرنا ارتباطا رسميا بأي جهة ثقافيه بسبب ان هناك شروط عضويه لا تروق له كالارتباط بحركة سياسيه او دينيه... الخ خاصه في العراق… عاشق لوطنه بجنون، إنساني حد النخاع يكره التطرف والطائفية ، قصائده من اكثر القصائد المغناة من قبل اروع المطربين والفنانين واجودهم صوتا ونغما
وأجمل ما قال في الحب قصائد كثيرة منها علميني كيف أهدأ ، لا تقولي كيف نعشق ، دعيني أختلس الليل وقصائد في حب الوطن وهو شاعر غيور على وطنه وبني جلده ،متميز بأسلوبه ولغته الراقية
وقد اخترت للدراسة والتحليل قصيدة من قصائده الرائعة... قولي ما لحل؟
قولي ما الحل؟
قولي ما الحل فأشواقي
تجتــاح وتغزو أعماقي
تقتـــلع بعنفٍ أوردتي
وتثيــر الموج بأحداقي
زلـزال حبّــك زلزلني
وغدت لاتحملني ساقي
قد كنت كتوماً لا أُبدي
أو أُعلِنُ يوماً أشواقي
آهٍ من حبّك يفضحنــي
يا امرأة كانت ترياقي
ثملٌ في حبّكِ لن أصحو
في كل عروقي تنساقي
يااااااكل العمر ويا أُنسي
ياكل شــجوني ورفاقي
يابرداً وســـلام لنــار
شعواء قصدت إحراقي
مرحى لقدومك أســعدني
فعســاكِ لحضني تشتاقي
شــهم لا اتقن هجـرانا
صلبٌ تدفعني أخلاقي
مناسبة القصيدة
للشعر لواعج ، وللحب نار ولوعة ، والكثير منا جرب نار الحب وتمنى اللقيا والاجتماع فمدح وأثنى وتغزل وعشق ، إلا أن القيود والمسافات تفصل و تحول دون اللقاء فلا يملك إلا التأوه والتقلب والأرق ...، والكتابة والبوح هما المتنفس الأبقى فسلاما لما في الجعبة من الود والشوق والحنين القاتل الوهاج تنسكب على صفحات بيضاء يخط فيها الجمال والإبداع ويسمو فيها الخيال والعاطفة فيخرج نتاجا يكتب له الخلود
العنوان : قولي ماالحل؟
إن للعنوان دوره في فهم معنى النص؛ فهو المفتاح الذي نلج به إلى القصيدة ، العنصر الذي يجذ بنا إليه ويخلق فينا حرارة وشوقا نحو القصيدة وهو أيضا من العناصر المجاورة والموضحة له
وقد استهل الشاعر قصيدته بعنوان يخاطب فيه المحبوبة في جملة فعلية بفعل أمر " قولي " ثم يكمل المقطع في جملة استفهامية طلبية ما الحل ؟ جاذبا فكر المتلقي لمتابعة قراءة القصيدة ...ملتمسا بذلك المحبوبة في كيفية تجاوز مشكلة الغياب الذي يؤرقه ويحرق وجدانه ، كما يعد العنوان جزء من القصيدة يستهل به صدر البيت الأول فيحقق جمالية تركيبية في الربط بينه وبين مكونات البيت
فيأتي العنوان صريحا من أول كلماته وبهذا يبدوأن شاعرنا مازال متأثرا بقراءته أشعار السابقين عمالقة الشعر العربي في عصوره المختلفة حيث كان العرب لا يسمون قصائدهم ولا يعنونوها بل كانت قصائدهم تسمى بأسمائهم وتنسب لهم فيقال قصيدة الأخطل أو قصيدة بشار أو تنسب لقافيتها فيقال مثلا بائية البوصيري أو تنسب إلى أول ألفاظ البيت الأول وهكذا نجد عنوان قصيدة شاعرنا لايتضمنه النص بل يأتي صريحا من أول كلماته وبالرغم من ذلك فقد سحبنا انسيابيا لقراءة ومتابعة القصيدة ا
من الجانب التركيبي يضعنا العنوان في إشكال البحث عن تتمة مقنعة له في النص الشعري ، ثم التساؤل عمن يكون هذا المخاطب المفترض والمتمثل أساسا في المحبوبة ، مما يجعلنا نستنجد بالنص لمعرفة ما يتضمنه التساؤل وما أحوال الإجابة ، فالعنوان يشجعنا على تلقي النص ويحفزنا على استهلاكه وتناوله وهو بمثابة ترياق للمتلقي لفهم القصيدة
كما يبدو أن العنوان يتطلب من القارئ أن يقرأ القصيدة حتى النهاية ،فقد جاء العنوان كتعبير عن الحالة التي آل إليها من عذاب الحب والشوق للمحبوبة ، هذا المقطع الذي يتطلب إجابة من المحبوبة التي تعيش في مكنونات خياله ويتمنى نزولها إلى الواقع .
وهذا الخطاب الموجه إلى« الحبيبة »يحاول من خلاله إخبارها بما يكنه لها من الحب والشوق فهو عبارة عن تصريح ذاتي وجداني يثير انتباه المتلقي ...وفي العنوان حسرة وألم لوجود مشكل يتطلب حلا وصدى أمل يشع لظهور المحبوبة التي تغنى بحبها حيث أن هناك احتراق مقدس في حبها ينتظر فجرا جميلا
إن هذا النص الماثل بين أيدينا قصيدة شعرية متكونة من عشرة أبيات دلنا عليها الشكل الشعري والقافية والموسيقى وحرف الروي واتساق جمل وألفاظ القصيدة ، فالقصيدة وجدانية صور لنا الشاعر فيها كل ما يعتمل في نفسه من مشاعر الحب للحبيبة التي تعيش في ذهنه وعواطفه والتي تثير ملكته الشعرية فانطلق معبرا مطلقا العنان لدواخله كاشفا حالته النفسية وما يعتريه من انفعالات وأفكار متقدة في قصيدة "قافية "تنتهي بياء ساكنه محدثة نغما موسيقيا رنانا دالة على الحب العميق النابض يعبر عن شوقه للحبيبة وحبه الشديد في خيال ضارب في الأعماق بلغ الحدود بحكمة وذكاء وقدرة كبيرة على ترجمة أحاسيسه وأفكاره بطريقة سهلة ومفهومة ...،ويستمر الشاعر في مناجاة الحبيبة ووصف حبها المكنون بداخله هذه الحبيبة الغائبة التي لم يسعفه الحظ للقائها ولكن وعلى ما يبدو تظهر أخيرا في نهاية القصيدة فيرحب الشاعر بحلولها وحضورها ويعدها في ما معنى الكلام بعدم هجره لها وأن الهجر ونكران الحب الجميل ليست من صفاته وأخلاقه يقول :
مرحى لقدومك أسعدني
فعساك لحضني تشتاقي
شهم لا أتقن هجرانا
صلب تدفعني أخلاقي
فعلى أجنحة هذه القصيدة عاطفة جياشة تبث الحياة والحركة فهو يعشق الحياة والجمال يكتب بحرفية عالية مما أكسب القصيدة لغة حميمية منعشة وعذبة
- فالعاطفة الجياشة الصادقة هي التي تجعل الشعر قويا ونابضا بالحياة فيها تسمو بالقصيدة وتخلد الشعر ، والشاعر محمد كريم من الشعراء الذين ينتقون أنسب الأوقات للكتابة مستمتعا بتلك اللحظات الارتجالية العذبة ، فهو لا يكتب حين تنام الأفكار ويخمد الانفعال وتغيب العاطفة والخيال ولذلك نلمس في كل كتاباته عواطف حية صادقة جياشة معبرة عما يصوره وينبع من دواخله ويلهم أفكاره ، فالصدق والأحاسيس هي التي تؤجج العاطفة الشعرية وتنشط الفكر والذهن فيجود بأروع الكلمات والمعاني لذلك تلمس عاطفة حارة نابضة ناتجة عن صدق أحاسيسه
لقد أجاد وأبدع الشاعر في هذا النص الجميل والممتع وقدم فيه صورا شعرية أخذتنا إلى عالم الخيال الجميل الواسع الرحب المفتوح على مصرعيه
الصورة الشعرية
إن الصورة الشعرية هي معادل موضوعي للحالة النفسية التي يمر بها الشاعر ‘ فهو يعمد إلى التصوير لنقل أحاسيسه ومشاعره اتجاه الموقف الذي يرغب في تصويره للمتلقي ، وبما أن تصوير المشاعر لايتم إلا عن طريق الخيال يتجه الشاعر أساسا إلى إيجاد علاقات جديدة بين الألفاظ التي تشكل الصورة الشعرية فمن خلالها يتم تبادل الصفات المادية للمعنوية أو المعنوية للمادية ،أي أن الشاعر يحاول أن يضفي صفات منسجمة مع لحظة اتقاد الوجدان معبرا عنها بلمسات سحرية وقد طغت الصفات الإنسانية في التشخيص والتجسيم بطريقة إبداعية خلاقة يستنطق المعنوي ويضفي عليه صفة البشرية لكي تتناسب مع وجدانه فهو يشخص صوره ليعبر عن شعوره وانفعالاته وأحاسيسه فاتكأ شاعرنا على العديد من الصور البيانية التي تعج بها القصيدة كالاستعارة بأنواعها و التشبيه في قوله : ونرد بعض الأمثلة من القصيدة : أشواقي تجتاح وتغزو أعماقي
تقتلع بعنف أوردتي ...استعارة مكنية حيث شبه الأشواق بيد الانسان التي تغزو وتقتلع
والتشبيه البليغ في قوله يا امرأة كانت ترياقي شبه المرأة بالدواء فحذف الأداة ووجه الشبه
تثير الموج بأحداقي ....استعارة تصريحية حيث شبه الدموع بالموج فحذف المشبه وصرح بالمشبه به الموج
وكذلك استعارة مكنية في قوله وغدت لاتحملني ساقي ...
كماحرص الشاعر على تحسين الكلام باستخدامه بعض المحسنات البديعية كالسجع والجناس والطباق في قوله : أبدي ، اعلن.....بردا ، لنار ولكنه قليل ولاننكر أن المحسنات البديعية هي زخارف لفظية تجمل النص وتطرب الأذن حيث يمثل أثره في المعنى تأكيده وتوضيحه للمعاني ، ولانغفل عن كثرة استعماله للأفعال المضارعة مثل : تجتاح ، تغزو ، تقتلع ، تثير ، اعلن ، يفضحني ، ، لن أصحو ، تدفعني
الدالة على الحركية والحيوية واكتساب الحياة للأحداث ودوام حالته وهو بذلك يوضح ويصف حالته، أما عن الأسلوب فقد مزج بين الخبري والإنشائي ، الإنشائي في الأمر قولي ، والنداء يا امرأة ، يا كل شجوني ، يا بردا .... الدال على الود والجو الشعوري المسيطر
كما حرص على بروز الموسيقى والإيقاع كبروز القافية في القصيدة
القافية:
- إن للقافية دوراً بارزاً في إثراء النصوص الشعریة إيقاعيا لأنھا مجموعة من الأوزان لا تخرج عن حدود المعالجات العروضية
فضلاً عن وظیفتھا وظیفة إیقاعیة تحدث رنیناً وتثیر في النفس أنغاماً وأصداءً"
إذ لا بد أن یكون للقافیة (الفاعلة) معنى دلالي عمیق نابع من صمیم تجربة
وبتحقق ھاتین الوظیفتین تكون القافیة عاملاً مستقلاً لیس مكملاً تزیینیاً
وقد برزت القافية في القصيدة ...واقي ...داقي ...ساقي ...فاقي....وأحدثت نغما موسيقيا تطرب له الآذان
كما لايجب أن نغفل عن أن اختيار الشاعر الموسيقى من الوزن والقافية يبقى اختيارا عفويا منضبطا مبنيا على ما يمتلكه من خزين ثقافي يتيح له تلك الاختيارات التلقائية وإحساس الشاعر بها لحظة إنجاز عمله الإبداعي الشعري تعتمده الأذن الموسيقية في اختيارها ومقتضى طبيعة التجربة الشعرية ، وقد استعمل الشاعر دفقة شعرية تتردد في أواخر الأبيات أحدثت انسجاما صوتيا بين حروفها تحصر الشحنات الوجدانية للشاعر وقد أحدث حرف الروي المتمثل في حرف القاف المكسوروهو من الحروف المجهورة مخرجها بين عقدة اللسان وبين اللهاة و الذي طغى على القصيدة فبرز نغما متلاحقا عذبا حقق التأثير المطلوب في السامع
الجناس والسجع
ان للبدیع اللفظي صلة وثیقة بالإیقاع الداخلي للنصوص الأدبیة ، وھو یقوم على
"الوحدات الصوتیة المنطوقة بذاتھا ،لذا فھو یمثل الجانب الصوتي المعلن من النص
وبذلك یعد تفنناً في طرق تردید الأصوات في الكلام ، وما ینتج عنھا من أنغام الإيقاع الشعري"
أي أن الإيقاع الداخلي للنص والموسيقى، تطرب له الآذان ،وتستمتع به الأسماع
واللعب باللغة جوھر العمل الأدبي ،والشعر خاصة" نظمھا، وترتیبھا ، وتنسیقھا من أثر وفاعلیة في اضفاء صفة إیقاعیة ودلالیة على النص؛
وبذلك یكون للقواعد التنظیمیة(المحسنات البدیعیة) البلاغة العربیة بالمحسنات البدیعیة
دور بارزا في إثراء وتعزیز موسیقى النصوص الأدبیة ؛ لأنھا تردید للأصوات في الكلام على وجه التناسق والتناوب ،الذي يعمل على رفع الزخم الموسیقي ،والإیقاعي للكلام
وما الجناس والسجع إلا إحدى القواعد التنظیمیة ،التي تثري النص إیقاعیاً ،إذا ما وظفت
توظیفاً فنیاً مناسباً ،وھو مجيء كلمة "تجانس أخرى في بیت شعر أو كلام
فالجناس والسجع یُحدِثان جمالیة موسیقیة داخلیة في النص الأدبي ،إذا ما جاء عفویاً من غیر
قصد أو تكلف؛ لأن "التجاوب الموسیقي الصادر من تماثل الكلمات تماثلاً كاملاً أو ناقصاً یطرب
وقد أورد الشاعر السجع في القصيدة لكنه قليل
لیزید من موسیقیة النص الشعری ،ومن نماذج ذلك
في القصیدة أشواقي ، أعماقي ونستطيع أيضا أن نقول عنه أنه جناس لتشابه اللفظين واختلافهما في المعنى ونظرا لتشابه أثرهما في المعنى
المعجم الشعري
اللغة هي الوسيلة الأولى لعملية التواصل مع الآخرين، غير أنها تتعدَّى وظيفتها الاجتماعية المحدودةَ هذه، فتشكِّل الأساس في عملية بناء القصيدة؛ إذ تمثِّل الطريق الموصلة بين المبدع والمتلقِّي، فتؤدي بذلك وظيفةً أخرى، تتمثَّل في إيجاد روابطَ انفعالية بينهما، فتتَجاوز بذلك لغة التقرير إلى لغة التعبير، وتسعى للكشف عن العواطف والأحاسيس، والانفعالات الكامنة في قلب الشاعر، ومحاولة إيصالها في نفس المتلقي
فقد شيد الشاعر بناءه الشعري بوضع ألفاظ قوية التأثير ينتقي من معجمه الألفاظ والمفردات المختلفة الرصينة الموحية والمعبرة بقوة ، المؤثرة في نفس المتلقي رغم بساطتها وسهولتها بحيث لا يلجأ القارئ إلى شرحها فاللغة وعاء صب فيها الشاعر شعوره وأحاسيسه فتولدت طاقة تعبيرية كبيرة عن المشاعر التي يعج بها العالم الداخلي للذات فشاعت في هذه القصيدة مجموعة من الألفاظ التي ارتبطت بتجاربه الوجدانية العاطفية من هذه الألفاظ من معجم الذات : أشواقي أوردتي ، حبك أعماقي ، أحداقي أنسي ...،يرسم بها لوعة القلب العاشق
يسعى الشاعر في قصيدته هذه إلى لغةٍ شفافة تعتمد على الوضوح ؛ فهي لغة تكاد تكون خاصة بالشاعر، لغة تنطلق من وجدانه ومن وعي الشاعر بأدواته الفنيَّة، فالنظر في التجربة الشعوريَّة وفَهم الحالة الذهنية لقصيدةٍ ما يتطلَّب القدرة على الانغماس في العالم النفسي للشاعر واستحضار حالته النفسية من خلال كتابته لهذه القصيدة، وفَهمُ الحالة الذهنية تَعني القدرة على استعادة الجوِّ الشعوري ومُعايَشتِه من جديد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.