خدُّ الشّفَق تُعكّرُهُ حُمرَةُ الغُروب ،
والّليل باتَ يحثُّ الخُطى
اِتجاه عتمةٍ سَرْمَدِيّة ،
والريحُ غاضبة ،
أبَت إلاّ أن تَقْرَعَ
آذان الظُّنُونِ النّائمة ..
رياحُ الخريفِ قاسية عاتية
كَمْ ، وكمْ ..كَسَرَت
مِنْ أغصان أزهار “المانوليا “ ؟!
وكم مِنْ “ يَرقاتِ “ أزهارِ الخوخ
تَناثَرت على صَدْرِ الطين مُنْتحِبة؟!
وتلك خُصلات شعري ،
فَكّكت ضَفيرتَها الرّيح
تَتَحدّثُ بالعطر ،
تَنْحَني لِلوُرودِ النّاعسة ..
تُلوّحُ كأشْرعة في اليَمّ
كَشمْسٍ في الشّفق
وكغيمةٍ يُعاكِسُها الليلُ ،
وعُيون لا تَغفو ..
تَهفو لتَرْسُمَ حلماً بنفسجِيا
بأغْصان الأملِ ، بألوان قُزحيّة
تَرْنو لِكَسرِ كلّ القيود ،
ولِمحْوِ كلّ بقايا أثرِ القيد
حولَ المعاصِم
غير أنّ رياحَ الخريف
حمّلتْني كلّ أثقالِ الأسى ،
و ألقَت بي في التيه
بينَ شِعابِ الليل ..
وظلّت غيْمةُ العُمر تُمطرِ ،
دمعاً وحُزناً
وقَمرٌ في المَحاق يُعاتبُني..
عصافيرُ الصّباحِ كُسِرَت أجْنِحتها ،
وأضْغاث حُلمٍ ،
و الفجرُ باتَ بعيداً..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.