samedi 24 octobre 2020

نصان ودراستان ..// باسم عبد الكريم العراقي // العراق

  نص ودراستان ـ

مداخلة دراسية للناقد الجزائري د.حمام محمد زهير ، على دراسة الاديبة السورية " ميلو عبيد " عن نصي " المتاهة تعني ادري "
النص :
------
( المتاهةُ تعني..أدري..)
معجزةُ النقاء..
انه يفرضُ نفسَه..
في عالمِ الارقامِ الصماء..
فَــ....
تيهي..
وليكنْ دلالُكِ سُنَّةَ اقدار..
متجبِّرةِ الفرحه..
...(إقطعْ..فمن اين لإسمِِ بلا قامه..
أن يبدأَ بترسيمِ ملامح الاستفاقه..؟؟)
بدايةُُ اخري..:
كان بالامكان..
أن يضمَّ النحرُ المصلوب..
سماءَ الصرخةِ الموؤوده..
كان بالــ...لو
لو...لو
امتلك فحولةَ السراب..
فماذا تقولُ آيتُكِ..
ياكلَّ الثواباتِ..؟؟
أسمعي الدنيا..
ولاتكترثي..
اذا قامَ في قاعِ الخمود..
نداءُ المطر...
فلقد حَلَلتِ..
في عينِ الصباحاتِ..
ترانيمَ زهَر..
فجاءت اليكِ الاقدارُ..
طائعةً..
فلاامسِ..
لاغدَ..
محضُ روحكِ..
تُسَرمِدُ البِدءَ..
(إستفِقْ..)..
تكون كلُّ الخلجاتِ..
مناغاةَ همسِكِ..
جهراً..
واسمُكِ الصدى..
ولن يضيعَ..
ما لامسهُ بريقُه..
إلا في الضياء..
فا(لاسبيل ..) حلامُ لقاكِ..
غدتْ (أُصْ...حُ..)بيادرَ امان..
تمتدُّ..
حتى اعماقِ الاوهام..
( أُ صــــــــــــــحُ...)
انتِ..
بيني وبينَ مرِّ الحقيقه..
وجسرُُ باتجاهِِ واحد..
حينما يقصُدُهُ ..
المسكونُ بلعنتِه..
ينسى..
أنّ للعالم ..
وجهَ حرباءَ..
وثمارَ دهشةِِ..
بلا خلجان..
وزمانُكِ..
لامكانيةُ خرافتي..
فلا املك سوى...
أن اقاوم حقيقتي..
كي اصل اليكِ..
(لن اصحـــــــــو...)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنويه : كُتبتْ التاء المربوطة (هاءً) في الكلمات الاخيرة لبعض المقاطع
لتأكيد الوقف الساكن
------------------------------------------------------------------
دراسة "ميلو عبيد" :
------------------
حوارية لا بل جدلية بين ( وعي اللاوعي المستتر ولاوعي الوعي المعلن ) تبلغ حد الاصطراع في ذات الكاتب ،وفي النهاية هما تمثيل لمتناقضين ، لكن ذاك المستتر ، من اللحظة الأولى ، حسم الأمر وأعلن مسبقا إن الجولة لصالحه( المتاهة تعني ....أدري ) المقاطعة واضحة
لأنه كان متأكدا حد اليقين من اختياره لتلك التي اعد لها مهمة واعتقد اشار لها بدلالة /لو/ ربما هي مرسلة داخلية ربما لشخص مقصود / مفرد او جماعي /
فالتساؤل .(إقطعْ..فمِن أين لإسمِِ بلا قامة
أن يبدأَ بترسيمِ مَلامحِ الإستفاقة..؟؟) يشي بأنه رسم لها دورا ما
وهو يذهب أبعد من ذلك فيعلن معها أو بها /حسب هذه الدلالة لو / بداية أخرى رغم بعض المعوقات التي اعترف بها بلفظة التمني ( لو ) و بكلمة (لا تكترثي)
فالصباحات إعلان ولادات جديدة ( فلقد حَلَلتِ في عينِ الصباحاتِ)
ويتابع يقينه المطلق بأروع العبارات ( محضُ روحِكِ
تُسَرمِدُ البِدءَ..) إبداع لا متناهي لقد قام الكاتب بمزج الزمن كمن يمزج الألوان وهذا قمة الهذيان الوجداني ( استفق ) دليل واضح على انه في سفر / وجداني / وهنا يمكن أن تتفرع الرؤى حسب ذهنية القاريء لكنه في الحقيقة لم يعطه مجال فالصوت أحادي ووحده من يفرض رؤيته التي بدت واضحة بتجاهله كل محاولات التنبيه ( لا سبيل . أصح ) و إصراره وتعلقه بها
- همسها إيقاع اسمها صدى عابر اتراه يعرفها قبل التشكيل ؟! اتراها كانت موجودة في اعماق اعماقه قبل ولادته ( فأَ......حْلامُ لقاكِ غدتْ .... بيادرَ أمان تمتدُّ حتى أعماقِ الأوهام..).
-هي فرحة روحه تحول بينه وبين مرارة الواقع ( انتِ..بيني وبينَ مُرِّ الحقيقة )
هي غايته وهدفه ( وجسرُُ بإتجاهِِ واحد)
معها ينسى الوجه الحقيقي للعالم ( وجه حرباء )
و المسك كان في الختام ( لن أصحو ) المفروض حسب الأسلوب الذي أتبعه الكاتب أن ما بين قوسين هو الصوت الآخر / المعارض / أن صح التعبير وإذ به هو من يصرخ أخيرا متحديا'' لن أصحو وهنا انسكبت قمة الإبداع اللغوي بدمج المرسلتين اللغوية والقصدية فهو من جهة اسكت الصوت الآخر نهائيا''لا بل حل محله واتخذ موقعه بكل زهو وفخر ومن جهة أعطى النص خاتمة القفل ..وروعة التماهي .
----------------------------------------------------------------------------
قراءة " د, حمام " :
------------------
اعصار العمر ..وهلوسة الحب في قصيد..( المتاهة تعني ..ادري..) للاديب باسم الفضلي..
شدتني الكاتبة (ميلوعبيد) إلى نص الأديب باسم ألفضلي، ضمن مرورها على بطائن كلماته ،فأردت إن ابلس، في مكمن التنقير والتنضيد، عن أشياء كائنيه في العمق، وبقمة غور الكلمات ، يكون عبوري إلى دافنة العمق ، بشأن من الغطس والعود إلى أديم العمق، لعلي اخرج بعضا من الجواهر التي لا أريد إن تبقى بقاء الآبدين تحت الثرى وقد يرسبه الحوت القابع في الأعماق..
ولهذا سأستل قلمي، وأقوم بتجزيء المقاطع الممتدة والمتقلصة في مد وجزر إلى عدد بسيط بلغة صنع السموات والأرض، واضع خيوطا ترجعنا بسلام إلى سطح الهواء، لان متاهة الأديب الفضلي..متعرجة كمتاهات بافلوف، ولهذا لم ارتبك ولم أتضايق من ديجور الظلمة ولا من نقص هواء، يكشف لنا حيوان بداخلها..
1- المقطع الأول: المتاهة طريق للإدراك .قال الشاعر:
المتاهةُ تعني..أدري
معجزةُ النَّقاء
ادخل في عمقنا، مفهوم بسيط للمتاهة، في زمن ألنت، حتى لااقول الكرونا، لان للعصيات تاريخ مشترك في الدمار يرتبط بعلاج عن طريق الحواس يقدمه الإنسان وتساعده على فهم محيطه بالرغم من تغير المعلومات، فالشاعر يرى إن المتاهة هي علاجه، اظهر ذلك بأسلوب المختلف ، كعنصر دلالي أراد به الاختلاف في العلن، فمن يقرأ المتاهة في البداية، يظن إن النص حتما سيدخلنا في الدراما، ولكن حنكته التأويلية جعلته يقدم المتاهة كملفوظ معرف على الإدراك ووضع كلمة الشرح ( يعني) كإيقونة للذين يفهمون لغته بأنه يستعرض حالة شفاءـ من مرض الهيام قبل التوله ، وزاد الماء صبا بعد إن وضع ملفوظ معجزة نقية، أي إن المتاهة كعلاج ، إنما مثلها كمعجزة نقية ،
2-المقطع الثاني: بطل طروادة البطل.قال الأديب فاضلي
أنَّهُ يفرضُ نفسَه
في عالمِ الأرقامِ الصَّماء..فَــ....
عبر بالضمير المنفصل عن نفسه بالهو الأخر، يعني اقتبس دور الراوي والسارد في نفس الوقت، ليعطي قيمة أسطورية لبطل المتاهة، وهذا من حقه ومن المنطقي أن يعلي من شان البطل الذي سيدخل متاهة الناس كلهم يعرفون إن الخروج منها أشبه بحالة جاك في وسط ماء البحر وهو يحذف بيديه لبلوغ الشط لسحب حبيبته أثناء غرق التيتانيك.، أن الأمر صعب في البداية ، إذا تقوت فيه غمة التوله العاصف، ولا سيما عندما يكون المتوله ( قامة ) في اللغة.وما اختياره عالم الأرقام الصماء إلا على سبيل إحصاء مجموعات من الناس في مجموع, فارغة، فهذا الاحتكام لم يقصد به الصمم ،بقدر ما قصد به أولائك المتنمرين والمتفيهقين ، الذين يشكلون بالنسبة له عالم فارغ..لهذا فهو أشبه بالقائد اوكتافيوس الذي دخل جوف الحصان وهو يعلم إن العالم الأصم سينامون فرحين بما أتاهم القدر من حصان خشبي..
3-المقطع الثالث -تغنج في دلال وتنغم
تِيهي
وليكنْ دلالُكِ سُنَّةَ أقدارِِ
جبارة الفرحة..
...(أقطع..فمِن أين لأسم بلا قامة
أن يبدأَ بترسيمِ مَلامحِ الاستفاقة..؟؟)
بدايةُُ أُخري..:
هاهو ذا الشاعر الولهان يتقد حرقة، وتعلوه صولة الرياضي والواثق من نفسه ويطلب منها إن تمارس التيه، كما تاهت الشقائق في أزمان متعدد، ويبلغها بلغة التحدي إن تظل على دلالها متجبرة ، ولكن شعورها انه بدونه اسم بلا قامة ، ولكن حين تنظر لنفسها وسط المتاهة وهي في حالة صحو سيدرك أنها تجبرت بفرح وبدلال ، ونقطة ضعفه عندما تتغنج التائهة، التي لم تدخل إلى المتاهة بعد
4- المقطع الرابع : بالإمكان..تشريط المستحيل قال النحريرالفضلي:
كان بالإمكان...أن يضمَّ البحرُ المصلوب..سماءَ الصَّرخةِ الموءودة..كان بالــ ...لو..لو...لو..متلكَ فُحولةَ السَّراب..فماذا تقولُ آيتُكِ...يأكل الثَّواباتِ..؟؟...أسمِعي الدُّنيا...ولاتكترثي...إذا قامَ في قاعِ الخُمود..نداءُ المطر
فلقد حَلَلتِ...في عينِ الصباحاتِ..ترانيمَ زهَر...فجاءت إليكِ الأقدار...
طائعةً..فلا أمسِ..لاغدَ...محضُ روحِكِ...تُسَرمِدُ البِدءَ..(إستفِقْ..)..تكونُ كلُّ الخَلجاتِ..مُناغاةَ همسِكِ
جهراً...وإسمُكِ الصَّدى...ولن يضيعَ...ما لامسهُ بريقُه...إلا في الضياء..
هل يمكن ان أقول شيئا في غاية التيه، يخبرنا الشاعر عن قوة حديدية تتركبه ، حين يعي جيداً قيمة صلب البحر وهو بمثابة إسقاط لتعبير مجازي، لان المتاهة خرجت عن المألوف ولم تعد بتلك الحفرة المظلم ما بداخلها كأنها منظر بلعوم حشرجة ريح سموم..
وصار البحر هنا واقعا ، اختلطت الحسابات على المتابعين للمتاهة، وهذا العنصر الوافد الجديد، ولكنه الشاعر استنجد به على سبيل الاشتراط ليبين للمتوهمة ، أنها كانت قادرة على ضم تلك الصرخة المؤؤدة التى خبأتها عندما رأت البحر في حالة تكشر أنساني.
ولكن من وجده ،يحن كرجل في لحظات ضعف، يطلع منها الاستماع بروية ويخيرها متعاليا عليها، بان لا تكترث وهي تستمع للدنيا ، وهذا قياس لفظي مراد به إن لا تعطي الأمر أهمية إلى حد الصراخ أو التجني ، بسبب المطر الحالم والساقط رشا،على أديم المتاهة إنما ينذر بان فحولة السارد لإقرار لها ، وإنها لاترعوي لأي طارق إلا طارق بخير ، فهي إن استوت على جودها، سوف ترنو إليه كثير من الخيالات كالزهور واصباحات الشروق ودولة العشاق في ميازيبها ، كلها تصير حسبه ملكا لها فحقيقة التوله الذي لا يخشى المتاهة يسكن في ذاتها متملكا كل شعرة فيها خاصة لما تكون في الصحو وما أروع الصحو ، قالت الإعراب قديما الصحو والصدق ، فالشاعر تقمص مروج الصدق
5- المقطع الخامس: الحلم الممنوع قال الشاعر
فا (لاسبيلَ ..) حْلامُ لقاكِ
غدتْ (أُصْ...حُ..) بيادرَ أمان
تمتد
أن بدت صورتها بعكس المتاهة فهو يستبعد لقاها في حلمه، ومع ذلك لم تغادره صيحات تشعره بالأمان، وهي تمتد، وامتداد صراخ كناية على طلب المزيد / كالمعتل الذي يناجي من أحب، حتى في درجات الأوهام
حتى أعماقِ الأوهام..
( أُ صــــــــــــــحُ...)
ثم يخرج من مقاربا ومقارنا بينها وبين
عن تقدير شعور المحبة وقيميته في نظر السالكين ، فلم يجد إن ذلك الصراخ ، كان على جسر برغم صعابه إلا انه كان في اتجاه واحد ، صراحة وتعبيره لم يصل أليها بعد بالرغم من دلالها، إلا إن عدم تقديره وتلونها في اكثر من صورة جعله يوظف اللعنة بلا ارتياب وهو يظن نفسه قد استنفذ قواها وأتعبه تغير الأوصاف والوجوه ، ومع من نحب نغفرها لأنها تدخل في الدلال ، وكما أشرت سابقا إن استطالة السارد في لوم الولهانة إنما لجهلها بقيمته العلمية والفكرية تركتها تبدي تغيظا ولما تشعره بأنها لا تستسيغه ، وهي في الأصل تريده للتملك وهو يدرك ذلك جيدا
أنت..بيني..وبينَ مُرِّ الحقيقة..وجسرُُ باتجاه واحد....حينما يقصُدُه...المَسكونُ بِلَعنتِه..ينسى..أنّ للعالمِ
وجهَ حرباءَ..وثمارَ دهشةِِ...بلا خلجان ..
توسعت الهوة بين زمنين مما يدل على الفارق العمري بينهما ، الذي جعل كل ذلك النفور اللحظي منها ، وهو يدرك إن الحقيقة التي يقاومها عندما نطق قلبه بالهيام والوجد ، لم يجد بداً معها إن يقر بعمره أو بسنه على سبيل التفاخر ، ولكن في عمقه ليس محرما ، إن يدنو إليها في الصحة مما جعله يختم قوله بأنه سيقاوم حتى يصل إلى تملك قلبها المدلل من خلال قوله .وزمانُكِ..لإمكانية خُرافتي...فلا املكُ سوى...أن أقاوم حقيقتي...كي أصل إليك..ـ
وفي حال الوصول إليها فلن يكون له صحو ، لان الأخيرة التي استودعها إعصار قوته ادخله للمتاهة.
في عقدة السرد، أو ما نسميه بالحدث ، يظهر مجازا في مشهد يترجم صراع عشق بين مدين يظهران لوعة إنسان مجرب، وضبيه لا زالت تتغنج بين الدروب..شكلت للسارد فعلا متاهة .






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.