mercredi 21 octobre 2020

قراءة تحليلية في قطعة نصية للشاعرة السورية "مرشدة جاويش" // باسم عبد الكريم العراقي // العراق


(( حين تقابس أذيال الشهب مدرار عبراتي
ألعق رضاب الوحشة وحشرجة القلب الغافي
لأرسم رحيقي المتقلب على أجنحة الوروار))
للشاعرة السورية "مرشدة جاويش "
.............
القراءة التحليلية :
تركيبة العناصر المكونة لهذه (القطعة النصية) ،تعتمد الترابط الدلالي بين بناها ، لتحقيق الاتساق والتماسك المتينين اللذين جعلاه مفهوما خطابياً، وقابلاً للتأويل ، وسأقوم بتفكيك المقطع الاول من القطعة، للتعرف على معناه التحتاني ، تاركاً المقطعين الاخرين للقارئ كي يشارك في انتاج معنى هذه القطعة النهائي :
الاشارة تقابس : بنية صرفية من الفعل قَبَس ( ويعني : أوقد ) على وزن تفاعل دال على المشاركة ، وهي رابط دلالي بين بنية الصورتين
اذيال الشهب / مدرار عبراتي ، كما سيتوضح هذا بعد تفكيك بنيتهما
دلالتها واستخدام الشاعرة لجمع القلة اذيال ( كنت افضل استخدامها جمع الكثرة / ذيول ،ليتحقق التوازن الدلالي بين الكثرة وبينً صيغة مبالغة / مدرار )، لايخل بالتكافؤ الدلالي بين الصورتين :
اذيال الشهب /غزارة الدمع
فكلتاهما وصفيتان حركيتان، تطلقان اشارتين توحيان بدلالتين مزاحتين لغاية قصدية تكثيفية ، وهذا مايوضحه تشريحهما كما يلي :
(اذيال الشهب)
اشارة مركبة من دالتين احاليتين :
الاولى / اذيال : دالةجمعية، احالية داخلية، مدلولهامؤجل لما
يعد التعرف على مدلول الدالة الاحالية الخارجية الثانية بعدها(الشهب )، فهي مخصصة بالاضافة اليها .
الشهب :دالة ذات مدلولية صورية محسوسة ( تُرى بحاسة البصر )
ومعناها احالي خارجي / السياق العلمي ،حيث يُعرفها كمايلي :
اجرام سماوية ملتهبة/ مشتعلة، بفعل حركتهاالاحتكاكيةالمتسارعة في مجال
مكاني(الغلاف الجوي للارض / الفضاء)/ ازيح الظرف الزماني
الليل ( فالشهب لاتُرى اثناء النهار)، مولده خلفها خطوط متوهجة متداخلة، تشبه الامتدادات الذنبية ( اذيال او ذيول)
وبذا تعرفناعلى دلالة / اذيال
فتكون مركبات هذه الصورة :
اجرام سريعة الحركة + مجال مكازماني + اشتعال + خطوط
ذيلية متوهجة .
والان ساشرح بنية الصورة الثانية ( مدرار عبراتي )
عبراتي : دالةجمعية سياقية المدلول مركبة/ عبرات + ياء المتكلمة ، مزيحة لدالة مولدة لها/ عيوني
ولكون محمولها ( مدرار ) دالة على المبالغة (الغزارة والكثرة)
وهذه لا يهيجها الا حزن شديد مستمر .
وبتجميع هذه الدلالات نحصل على هذه المقاربة المعنوية :
دموع حزن شديد تذرفها عيوني
وبإحالة هذه المقاربة تخارجياً / السياق الاجتماعي
( السوسيولوجي ) تصبح دلالة( مدرار عبراتي ) :
غزارة جريان عبراتي الساخنة الحارقة، تذرفها عيوني المِجمَرَة ( صفة
للعين هذه التي تبدو كأن جمراً وُضِع فيها )
ومما حصلنا عليه من تشريح الصورتين من دلالات بمكن عقد هذه التقاربات بينهما :
حركية اذيال / جريان عبرات
متوهجة/ ساخنة
مشتعلة/ حارقة
الشهب / العيون المجمرة( تشبيه
ظلمة الليل / الحزن الشدبد ( غم يطفئ الامان النفسي )
الشهب / عيوني
وهنا تاتي الاشارة التشاركية ( تقابس ) لتربط بنية الصوريتين
ترابطا دلالياً وكما يلي:
صورة اذيال شهبية متوهجة ـ مصدر للايقادـ صورة جريان عبرات حارقة
وهذا الترابط جاءعلى مستويين :
ـ ترابط اتساقي ( شكلي ) لتحقيق التكافؤ الدلالي وصفياً ، وظرفياً( مكانياً هنا)، كمافي التقاربات اعلاه
ـ ترابط انسجامي ( تماسكي ) بين بنى الدلالات التحتانية للمقطع
مما جعله قابلا للتأويل وبالتالي الفهم المقارباتي منطقياً.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.