lundi 20 juillet 2020

الطلاب لاكوه ثم لفظوه ..// زيد الطهراوي // الأردن


شيخ فقيه متعمق؛ علَّم طلابه كل نافع ، و سقاهم من عصارة المنابع ، فأحبه الجمع الغفير ، و تناوبوا على سؤاله عن كل كبير و صغير
لقد علمهم الأحكام الشرعية باجتهاد و تعمق و وفاء، ففهموا منه الواجب و المندوب و الحرام و المكروه و المباح بمحبة و إصغاء
و قد ألَحَّ عليهم في وجوب العمل بالسنة النقية ،و الابتعاد عن كل محرّم فهو الشقاء و البلية ، و كان لهم نعم القدوة في التطبيق، فكان يشبه الزهرة في الجمال و العبق و الرحيق
و كان من جملة ما شرحه لهم بسخاء ؛ عدم جواز الاجتماع بعد وفاة الميت في بيوت العزاء، ففهموا منه ذاك و طبقوه
.و أخذوا درسه المُوَثَّق و أذاعوه
و في يوم من الأيام مات والد الفقيه الحبيب؛ فكان صابراً محتسباً و لم يستسلمْ للنحيبْ، و لكنه اضطر لإحضار الكراسي الكثيرة ، تأليفاً لقلوب إخوانه و منعاً للبلبلة و الحيرة
فهو فقيه نبيه بلا خلاف ، و يعرف الضرورة و تسلط العادات و الأعراف، فهو يريد فض المشكلات ، و تعميق المحبة في جذور القرابات
و عندما سمع طلابه النجباء، غضبوا و صبوا عليه كلمات رعناء، فتألم الفقيه من أحوالهم ، و استغرب من تسرعهم في أقوالهم و أفعالهم، و لام نفسه لأنه لم يعطهم كل شيء عن الدين؛ و لم يشرح الحالات التي جعلها الشرع رخصة للمضطرين
،أما طلابه فقد لاكوه ثم لفظوه، و لم يقبلوا عذره و لم يفهموه
.لقد قدَّم لهم على طبقِ قلبهِ كلَّ مفيد ثريّْ، و لكنهم خذلوه حين عزَّ الصديق الوفيّْ



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.