في حيزي الخاص
المؤثت بالكلمات والأشياء
في أقصى ركن من فتيل وجود
أجالس وحدتي كما يليق بعشيقة
أهمس لها بهسيس شبح تحت سقيفة
بين أربعة أبعاد ماكرة
أبوح لها بالخرس الطافح من شرود كينونة
أراودها عن نفسي
أدعوها إلى كأس شاي بعد الظهيرة
إلى طقس النبيذ في سخام الليل
أعقد معها صفقة لجوء غامض
كالهارب من حرب العصابات
أو كالزاهد في منمنمات الليل والنهار
لا أريد لعزلتي أن تكتظ بزحام الأشباح
لذلك أفلي الوقت من زيارات غير مرغوبة
أكنس عن المكان آثار خطاي
وافرغ الذاكرة من بقايا صور
من مواعيد وصدف عابرة
أريد أن أفرغ رأسي مما اقترفت من الحكاية
أتخلص من ركاب تسللوا إليه في غفلة قلب
أمحو أفكارا عششت في الزوايا كالعناكب
هكذا يحدث أحيانا أن أطيح برأسي
وأعلن حالة الملهاة
يحدث أن ألغي الشمال من البوصلة
لأبوْصِل الجنوب
لكي أطفو دونما وجهة
دونما شراع
لأتلذد بالغرق بالنقع في الأزرق
في معزل عن باقي الألوان
في معزل عن تنافر الأضداد
حيث أنا وعزلتي وحدة عدم
أسند رأسي المعزول على ركبتها
تهدهدني فأغفو غفوة ثمل بالحياة
أحلم بكوكب خاص
لكن أنَّى لعزلة أن تكون خارج الأرض ؟؟؟
الأرض صحراء التيه وكهوف الغربة
الأرض معزل لانتخاب الطبيعة
الأنبياء اعتزلوا لتنزيل الإله على الأرض
أو لإلحاق البشر بالسماء
الصعاليك اعتزلوا لتخصيب مَشَاع القافلة
وأنا أعتزل كفزاعة الحقول
لأتمخض عن قصيدة تنكأ الجراح
و تفجر كبت اللغة
.......................
اليوم قبل اليوم التالي
الساعة الآن الواحدة صباحا و منتصف الكأس
العقارب تجز هنيهاتي بكامل اللياقة
تتكتك على الجدار بإيقاع جهاز التنفس
الليل طاعن في السهر يسخر من مخدر النوم
الصمت مشوب بعاصفة ذهنية تمور في الخلايا
مخاض القصيدة عسير يفتك بأعصاب شاعر
حروفي متعبة ضجرة لا تسعف الحبر
ما عساني أكتب والكتابة نبش في الجرح
تصعيد في الحزن
تنزيل للمتعالي
العالم الآن يتوارى وراء مزلاج
وأنا أتوارى خلف مربع هندسي
خلف حجاب اللغة
لغتي أسيرة حجر سماوي
وأنا أسير اللغة
أسير الصحراء
أسير الخريطة
أسير الجسد
أسير بيت بلا وزن ولا قافية
كلما عزفت اللغة على إيقاع الأرض
أهدرت دمي ودقت طبول السماء
أنا المدنس المتلبس بقداسة الأبجدية
دناستي تدنسها
قداستها تقدسني
تماهى المدنس بالمقدس
اللغة الآن شفاه متواترة ، لقى أثرية
اللغة الآن لقيطة ، سليلة سفاح
بناء عشوائي
وشم بدائي
لا يعشق غوايتها
لا يتلمظ لذتها
...لا يسلم من مكرها إلا شاعر
يحشو رأسه والجسد بالأبجدية
...ينتفي ليتجلى كائنا من اللغة
.....................................
اليوم بعد اليوم السابق
الساعة الآن الثانية صباحا إلا حلم
تموء القطط في الخارج
كلما اشتمت قلبا محروقا على الهباء
يندلق توجس الأفئدة من أجساد ملغومة
على حيرة تمتد من تفاحة نيوتن
إلى الثقوب السوداء
ينتظر الخواء فاصل الامتلاء
يترقب السكون أيَّان أيام الضوضاء
وحيدا قابعا في بئر العزلة
أنصت إلى حرب تندلع في ذاتي
أحصي خسائري ... ضحايا إرادة القوة
نسيت إيقاع المشي
نسيت حلاقة ذقني
نسيت نبرة صوتي
نسيت عادة المصافحة
نسيت الطريق إلى المقهى
نسيت العودة إليَّ دون دليل
تلاشيت في درب التبانة
أضاعتني إحْداثياتي
...وأهدرت دم حيواناتي المنوية
.......................
اليوم اللاحق بعد اليوم السابق
الساعة الآن الرابعة صباحا إلا نوم
غير بعيد عن حافة العالم
أقيم في مهب الريح
على أرض تأكل أبناءها
تحت سماء من بخور الأزل
أنتظر قطار الميتافيزيقا تحت سقف مستعار
دونما أحضان رومانسية
دونما حقيبة أو تذكرة
على المقعد الخلفي المجاور لهامش المدينة
جوار أشباح غير مرغوب فيها
أتمتم سِبابا نابيا في وجه ديستوبيا المحمية
لعلي أخمد حرائق المجاز
في أشعار تنز من انفطار الكبد
على خيول تساق إلى حلبة قمار
على فراشات تآمر عليها آدار
على عيون نكستها الصحراء
على مصابيح أطفأتها العمائم
غير بعيد عن ثمالة الحياة
أرقص رقصة مُوريّة
على ناي الأطلس
أخلع شخصي المستعار
أنسلخ عن مدينة الأشياء
أنفصل عن أسر الجسد
أنفلت من عصر النانو
أصير فكرة مطلقة
أو طيف وجود
يَحُلُّ جزيرة الواق واق
للرضاعة من ظبية ثكلى
....وتوأمة ابن يقضان
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.