mercredi 8 juillet 2020

قراءة تحليلية في مقولة الإمام علي " لو كان الفقر رجلا لقتلته " // باسم الفضلي العراقي // العراق


:الإشارة"الفقر" تمثل دلالياً بؤرة النص مما يستوجب تفكيك بنيتهاالدلالية 
:أولاً ـ ظاهرياً
أ/ في السياق اللغوي
ـ معجمياً: العَوَز، ، بُؤْس، قلَّة الممتلكات والبضائع المادّيّة الأساسيَّة، عكسه الغنًى
:من مرادفاته
إفْلاس , بُؤْس , حاجَة , حِرْمان , حِرْمَان , شَقَاء , ضَعْف الحال , ضِيق , عَدَم
ـ اصطلاحاً : الافتقار إلى الوسائل المادية اللازمة لتلبية الحاجات الأساسية اللازمة للبقاء كالمأكل والمشرب والمسكن بشكل يتواءم مع متطلبات الحياة الكريمة ، مما يعني أنّ العجز عن تلبية هذه الاحتياجات يؤدي إلي التسبب بالجوع (وهذا قد يفضي إلى الموت أحياناً
وارتفاع معدل الجريمة( كالسطو،القتل)، والسلوك المنحرف (كالانتحار )
ب / في السياق المقامي / سوسيولوجي ( علم الاجتماع)/ هرم الحاجات الأساسية للإنسان للعالم المشهور "ماسلو" : أقرّ ماسلو بعدم استطاعة الإنسان إشباع حاجته العليا كالتقدير وتحقيق الذات وما يشابههما إلّا بعد إشباع حاجاته الأساسية المتمثلة بالمأكل والمشرب والمأوى وغيرها، وهو الأمر الذي يُفسر ما يتولّد في نفوس الفقراء من مشاعر يأس وإحباط، وعدم انتماء للأسرة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مشاكل أسرية تؤول في أغلب الأحيان إلى تفكك أسري يعيش الفقراء على إثره منعزلين عن المجتمع، بينّما تتسبب الفجوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء في بعض المجتمعات بحدوث مزيد من مظاهر العنف، حيث يشكّل الفقر تحدياً أخلاقياً قد يصعب تجاوزه
:المقاربة الجدلية 
لاإشباع مادي(جوع،عوز)+ لاإشباع معنوي(عدم تحقيق الذات،...)/انحراف سلوكي فردي الأثر(يأس،انتحار،...) +انحراف سلوكي مجتمعي الأثر( سرقة ، قتل )
:ثانياً ـ تحتانياً
الاشارة الفقر: مُنتِجة للدلالات المار ذكرها أعلاه ، ومُنتًجة مكزمانياً موضوعياً من قبل "منتِج" آخروي يمتلك قوةالتحكم بأسباب (الاشباع/ اللااشباع )المادي ،المعنوي و(الانحراف / اللاانحراف)السلوكي ،أي أنه سبب (الإفقار/ الإغناء
:المقاربةالدلالية ذلك الآخر
مهيمن على الحياة + نافذ الارادة والفعل + محصّن عن المساءلة = آخر سلطوي قاهر
:من تركيب الدلالات أعلاه يتولد المعنى التحتاني لتلك الإشارة/ الفقر
الفقر موجود/ منتَج بإرادة آخر سلطوي
:تكثيف هذا المعنى
الفقر أثرٌ( سببٌ )لمؤثرٍ(مسببٍ)سلطوي
:تفكيك التفكيك
الفقر : منتِج للجوع ، لليأس
ـالجوع = حاجة حياتية متجددة تبحث عن إشباع مادي (طعام )متجدد
الاشباع يتعارض مع /إفْلاس , حاجَة , حِرْمان ,ضَعْف الحال ( من مرادف الفقر كما مر بناأعلاه)
عدم الاشباع = الموت المادي
ـ اليأس = إحباط ، عدم قدرة على تحقيق الذات
عدم تحقيق الذات = عزوف عن الحياة / موت معنوي
:بتكثيف الدلالات المتولّدة
الفقر = الموت مادياً/ معنوياً
:تفكيك بنية النص النحوية / الإعرابية
لو : حرف شرط ، يفيد الامتناع لامتناع أي : امتناع جواب الشرط لامتناع فعله( فعل الشرط 
أي : امتنع القتل لامتناع جنس الرجولة عن الفقر/ القتل فعل سالب لحياة كائن حي( رجل )
:باستحضار تكثيف المعنى التحتاني {الفقر أثرٌ( سببٌ )لمؤثرٍ(مسببٍ)سلطوي }
ينتفي امتناع "الفقر" عن القتل حيث يحل المسبب ( المُفقِر / الاخر السلطوي )محل السبب ( الفقر )
:الرابط الدلالي
النص يضمر دلالة وقف آثار الفقر ( الموت المادي والمعنوي )على الناس ، بالقتل / فعل استئصال وجود الشئ من الحياة
ولما كان الاثر/السبب( الفقر هنا) متعالق بالمؤثر/المسبب(الآخر السلطوي)/ السياق المنطقي / السببية
.فاستئصال وجود السبب مرتهن باستئصال وجود المسبب
- باسم الفضلي العراقي ـ
{ العراق ، لبنان }
2020 / حزيران ومايلي



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.