mardi 18 février 2020

بصمة أمي في زمن الحب // محمد محجوبي // الجزائر


حين كانت الدنيا على مخيال عصفور ناعم الربيع . كانت أمي شمس الأمكنة المتوطدة البساتين . كانت على جوار الوادي المتساكن الأيام المجنونة أعراسها . تتداولها شفاه الرمان السكرى رحيقها . تشم رائحتها أغصان التين فتنحني لها إجلالا على وقع السواقي الهائمة . بينما كانت على هيلمان عرقها الفضي تفضي من خلال النسمات المتسللة عبق الوفاء يلهم التراب فتنة التعاشق المنسجم الدفء . من أعلى مكان عزز المدارات الناعسة حتى أسفل الضفاف في سريرة ماء يرسل نشواته بسلوك حيتان تقفز وتغطس على ملهى وهذيان
لم أكن لأعي جبروت الحب ذالك الذي كان على وشم أمي يتوجها بساتين وجبالا. ولم أكن أبحر في ذات الفضاء الذي عربد أشعاري سوى أن أمي كانت من تحف القلب التي خلدت قنوت الليالي المتلهفة لمهجنا المتوهجة على شجر الزيتون المستبسل . فمن إبريق الشاي كنت أتوسع في فهم حكمة الأبرار الذين واكبوا بساطة الأشياء المهيمنة كثافاتها الخلاقة المتقدة . ومن نكهة رغيفها كنت أزعم إمارة الحالمين . فكان الوطن على عينيها حبا يمتع الشرايين ويسرف ثماره الراقصة القطوف
حين موت أمي . نسيت الحب الذي يقتفي أثر الضجيج بين غبار العالم المدلهم الوجوه . ولا تزال الأمكنة السميكة الذكرى تنعتني بفارس حب تماسكت به سواقي البوح على أطلال هيام



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.