dimanche 9 février 2020

في أدغال التجربة // محمد محجوبي // الجزائر


جميع الأمكنة التي آنست قيتارتي كانت حنونة الصدر . مترعة الذراعين . كبيرة العيون الملونة السحر . كأنها كانت تستقي من تلك البحار عشبها الطروب . أو لربما كانت مثل زهور واحات بحدقات صحراء غيبتني في سرابي التواق . بعض الأمكنة الأخرى خاصرتني قاراتها الزاهية بلعب الأضواء الليلية وهي تتناسل من حيرتي فراشات ثملة تسبي رعشة الفضول . كما أمكنة أخرى نسجتني طائرا من عبير أنفاس شيد مملكة على ضحكات السحاب . فقد عشت بحاسة الأمكنة تجربة الفرسان الذين يرتشفون شعرهم الذائب على كل رحلة حملت زهور أشواقي باقات اغتراب في نشواتي العميقة وجدانها المدلل . بيني وبين البحر كان جسر الدفء يمدد شجر الشباب . وبيني وبين الصحراء كان المطر يغني هيام الغرباء . وكانت السواقي تدندن معزوفة شمسي المشردة لتلهو جياد الحكمة وهي تمضغ عشب الأوجاع الجميلة
حتى أمكنة أمي تلذذت شرابها المسكر . كنت أغيب بين الرموش كحلا يشغل العالم الذي تشبث بخيالي المترامي الليل
هكذا بقيت حليف أمكنة مزمنة الغناء رغم جحافل الغزاة الذين شوهوا صفحات الربيع المنتمي لبسمتي اللاهفة المدى . من مكان إلى مكان عشت التجارب ليس كما يزعم البحارون أمواجهم المتوحشة. وليس كما يخلد في النبض عشق الحالمين المنتشين أشعارهم الراقصة . فقط هي أمكنة حملت وجومي محمل التائه المجنون في فنجان أنسه فقط أمكنة أحكمت فصولها على أغصان القلب ليلهب ينوعه خصوب الدنيا المتشاكسة تجاربها على سواقي من عجب الترانيم عشعشت في الذاكرة أطيافها بشعور وحنين




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.