الغريب // حسين حسين // تونس

تلك الغيمة
كانت حبلى بتوائم كثيرة
مثقلة رابضة في نفس المكان

منذ ألف عام

..وكانت جد ندية

هبت على حين غرة

نسائم وردية

دغدغت أطرافها القصية

فتبسمت بتشاؤل

سرعان ما تحولت شينه فاء

حين زأرت عاصفة هوجاء

ضربت عمقها

وراحت تبعثرها في السماء

إلى غاية أرض بدت في انتظارها

هناك حطت رحالها

و صبت على أديمها جام غضبها

مفرغة كل حمولتها

.ونفسها من كل معنى
الآن هي ماكثة سرابا يغطي كامل المساحة المبللة
بل الغارقة في المياه
هل ضلت طريقها؟
هل باغتت تلك الأرض؟
هل غلبتها بحملها الثقيل
وأغرقتها في الوحل
و هل عليها الانتظار حتى تستوعب الأرض الدرس؟
والأهم هل يزهر الربيع
توليفة الماء والتراب
ويستغني الكل عن السراب
سنرى ذلك غدا
.وما غدا لناظره ببعيد